الأخبار

انطلاق أعمال مؤتمر “فلسطين إلى أين؟” بمشاركة سياسيين وأكاديميين دوليين

  • اشتيه: قضيتنا أمام مرحلة خطيرة في ظل دفع الاحتلال تجاه تآكل حل الدولتين والمخطط الأميركي الحالي
  • ميلادينوف مخاطبا أبناء شعبنا: لن تذهبوا لأي مكان وستواصلون بناء دولتكم وتحقيق حلم عدة أجيال

 

أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الأميركية، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” د. محمد اشتيه، اليوم الجمعة، أن القضية الفلسطينية أمام مرحلة خطيرة في ظل دفع حكومة الاحتلال تجاه تآكل حل الدولتين، والمخطط الأميركي الحالي والخطوات التي تقوم بها الإدارة الأميركية برئاسة ترمب تجاه القضية الفلسطينية.

وأوضح اشتيه، خلال جلسة افتتاح أعمال المؤتمر الأول “فلسطين إلى أين .. في ظل التغيرات الدولية والإقليمية والمحلية؟” الذي يعقده مركز سياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة العربية الأميركية في مقر الجامعة برام الله، أن ما تقوم به إدارة ترمب وإجراءاتها، خاصة في القدس المحتلة واعتبارها عاصمة لإسرائيل، وتبنيه الرواية التوراتية، وكذلك خطواتها تجاه “الأونروا” وتقليص المساعدات لها، وانحيازها الكامل لدولة الاحتلال، يشكل فرصة أيضا لرتيب البيت الدخلي الفلسطيني لمواجهة هذه المخاطر.

وشدد على أن الجميع يعلم ما هي مكونات الحل للقضية الفلسطينية وهي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين.

وبين أن ما تقوم به دولة الاحتلال على الأرض يهدف جميعه لقتل حل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية كاملة، وأنها تستقوي بترمب على العرب وتقوم بتهويد مدينة القدس وتهجير سكانها، ومن ثم الأغوار التي تشكل 26 بالمئة من الضفة، التي تقول إسرائيل إنها ستأخذها، وثالثا المنطقة “ج ” وكذلك حصار غزة وقتل أهلها، و”لذلك عندما يتم الحديث عما يجري في فلسطين والحلول يجب أن يكون ضمن الإطار السياسي العام”.

وتابع اشتيه: في إسرائيل التي لا يوجد فيها شريك في المفاوضات والسلام، هناك ائتلاف لتوسيع الاستيطان، ولا يوجد إرادة لدى القيادة الإسرائيلية بتحقيق السلام”.

وشدد على أن القيادة الفلسطينية تميز بين أفكار تطرح وإرادة سياسية للحل، و”من الواضح أنه لا يوجد إرادة لدى المجتمع الدولي لحل الصراع، وكل هم أميركا نقل الصراع بدل حله بين الفلسطينيين والإسرائيليين، نقله بمجمله تجاه إيران ونحن نعرف الصيغة المطروحة فيما يتعلق بإيران وسوريا ورفع مستوى التطبيع مع العرب، فإذا كانت أميركا تعتقد أنه بسبب ضعف العرب تستطيع تمرير صفقة القرن فهي مخطئة”.

وأكد أن “القيادة موقفها واضح والعرب أيضا موقفهم مماثل لموقفنا، والحديث عن تسهيلات إلى غزة يحتاج منا وقفة طويلة، الوضع في غزة مأساوي ويجب ألا يستمر ولكن الأساس في ذلك الحصار المفروض على غزة، ولا يمكن لأحد أن يتحدث عن الحالة بشكل مجزأ، وهذا تفتيت المفتت والحالة الفلسطينية بحاجة لحل سياسي شامل”.

وتابع اشتيه أن “القيادة الفلسطينية تبحث عن إنهاء الصراع بشكل مشرف، وأي مرجعية عمل سياسية يجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار”.

وحول الوضع الداخلي، أوضح اشتيه “أن القيادة لا تبحث عن اتفاقات جديدة ووسيط جديد، بل تريد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وإذا حماس لا تقبل منظورنا للمصالحة الشاملة فنحن جاهزون للانتخابات، فهي تتحدث عن تقاسم وظيفي”.

وتابع أن “المجلس المركزي سيعالج ذلك الشهر المقبل، وكذلك سيعالج موضوع العلاقة مع إسرائيل، لأن العلاقة بهذا الشكل لا يمكن أن تستمر”، مؤكدا أن الأشقاء العرب بعثوا رسالة تطمين للقيادة أكدوا فيها أن موقفهم مبني على قرارات قمة الظهران.

بدوره، طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف، في كلمته، الفلسطينيين بالتمسك بحقهم بإقامة دولتهم الفلسطينية، مشيرا إلى هناك فهما دوليا متزايدا للشرق الأوسط وأنه آن الأوان لدعم القضية الفلسطينية وجلب قطاع غزة للشرعية.

وأعرب عن أسفه لتحركات الولايات المتحدة خلال السنة الأخيرة، فيما يتعلق بمواقفها وخطواتها تجاه القدس وتقليص دعم “الأونروا”.

وتابع ميلادينوف مخاطبا أبناء شعبنا: “لن تذهبوا لأي مكان، ستواصلون بناء دولتكم وتحقيق حلم عدة أجيال، فمسؤوليتنا في المجتمع الدولي أن نفي بتوقعاتكم ونحيي عملية السلام ونأتي بالطرفين لطاولة المفاوضات بدعم دولي وعلى الأسس المشروعة، وهي قد وضعت في عدة قرارات لمجلس الأمن، والجمعية العامة، وعلينا ان نستأنف المفاوضات”.

وقال: “اليوم لدينا تحديا فوريا وهو غزة، ولا أحد في فلسطين وفي العالم يعرف غزة يمكن أن يقف أمام الناس، ويقول إن غزة دولة فلسطينية دون الضفة ولا يمكن لأحد أن يفصل الضفة عن غزة، والأمم المتحدة ستعمل على المحافظة على غزة والضفة تحت شرعية واحدة، ولدينا مسؤولية حتى استعادتها”.

وأردف: “قناعتنا الراسخة هي أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع، وهو يتطلب المفاوضات التي تتطلب ظروفا مساعدة وخطوات على الأرض بشكل يومي”.

يذكر أن المؤتمر سيستمر على مدار يومين، وستصب جلساته في خمسة محاور أساسية تناقش الواقع السياسي ليس فلسطينيا وحسب وإنما عالميا، تتعلق بمستقبل الصراع مع إسرائيل في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية الحالية، وسيتم الخروج بتوصيات تقدم إلى القيادة الفلسطينية.

https://www.youtube.com/watch?v=BMmHZdaMUuc